الاعلام
و الكل يقر بالدور الخطير الذي أصبح يحظى به في ألفيتنا هاته و في سياسات
الدول و صراعاتها و في دعايتها لمصالحها, بحيث أضحى من المستحيل تماما
الحديث عن مصداقية مؤسسات إعلامية أو حتى عن حيادها الخرافي...أضف الى ذلك
الثورة التقنية التي عرفها عالم الاعلام بمختلف مستوياته السمعي و المرئي
و المكتوب, و التي مكنت من سهولة تداول التقنيات الاعلامية و نشر
المعلومات, و بالتالي أصبح الاعلام ميدانا خصبا في نشر الأفكار و
المعتقدات و المفاهيم...في أسرع وقت و إلى أكبر عدد من المتلقين...و هذا
يجر الى الحديث عن ما إن كان المتلقي يمتلك حصانة و مناعة و تحليلا لهذا
الكم الهائل من الأخبار دفعة واحدة, و محاولة قراءة ما هو متخف بين السطور
و ما أكثره. أو أن نمط الحياة الاستهلاكية قد أفرز لنا ثقافة إستهلاكية
تمتهن الاستهلاك من أجل الاستهلاك من غير تدبر و لا تفكر, و لا تكلف نفسها
عناء البحث و التنقيب و تقصي الحقائق.
أما بخصوص الاعلام العربي, فحدث
و لا حرج, من نشرات إخبارية هي بالكاد نشرات تهتف بحياة الزعيم و صولاته و
جولاته بين لندن و واشنطن و باريس و لما لا الى مستوطنة يهودية, لتقديم
فروض الطاعة و الولاء و ضمان رضا عمه سام و أخته صهيونة و ربما حتى رفات
الملكة فكتوريا...و من إعلانات إستهلاكية تمييعة تجعل من جسد المرأة مطية
في إقرار مبدأ الربح و الخسارة, و إعلانات أخرى أقل ما يقال عنها أن
التفاهة مصطلح يتعفف منها, و النفس تتقزز منها...إلى ثقافة الكليبات و
اللحم العربي الرخيص المطروح في بورصة العرض و الطلب بالجملة...إلى
مسلسلات تخديرية مهمتها ربط المتلقي أكبر وقت ممكن بالشاشة و دون إعارة
إهتمام لساعات العمر الثمينة التي يتم إهدارها فيما لا طائل منه, هذا بدون
الخوض في الأفكار التي تدعوا إليها...أضف الى هذا الأفلام على إختلاف
اختصرياتها لكن فقط حدثني عن مضامينها و أخلاقياتها...
إخوتي من المسلم
به أن الاعلام العربي أصبح صورة مستنسخة عن الاعلام الغربي, لا من حيث
البرامج و لا من حيث خط سير هذه المؤسسات الاعلامية, بحيث أصبحنا نلمس
تطابقا بين مضامين النشرات الاخبارية : إسرائيل و قد أصبحت المصطلح الأكثر
تداولا في أشرطة النشرات الاخبارة دون الاشارة الى كيان غاصب أو محتل (
بنود التطبيع و التضبيع ), إنتحاري مع إختلاف الاختصريات عراقي أو فلسطيني
لا يهم, إرهابي و هذه صفة كل مجاهد أو مقاوم في سبيل الله, متزمت أو متشدد
و هي خاصة بكل من أحب الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم و جعله قدوة له في
كل صغيرة و كبيرة من الحياة فضلا عن الحديث عن سنن مركدة يجب أن يتحلى بها
كل مسلم...
أضف الى هذا أن نفس مسلسلات أهل المكسيك و حتى الواق واق, و
سلسلات بوي فراند و ما جاورهما هي ذاتها تعرض على شاشات أحفاد حضارة مكارم
الأخلاق, و نفس أفلام مشاهير هوليوود و بوليود التي تتوفر فيها كل الصفات
الذميمة و الساقطة و المنحلة هي ذاتها التي يستهلكها أحفاد من استرخصوا
أرواحهم فداء التوحيد لله, و نفس البرامج الساقطة من ستار عار أكاديمي يتم
بسرعة إلباسها زيا عربيا مع تعريتها من أخلاق العرب فضلا عن أخلاق
الاسلام...
لكن هناك سؤال يقد مضجعي و يؤرق بالي, أحببت مشاركتكم فيه إخوتي الكرام لعلني أخلص الى إجابة تشفي غليلي.
إخوتي عادة ما يتم بت العبارة التالية قبل عرض أي فيلم :
يمنع تتبع البرنامج التالي على أقل من 18 سنة لأن به مشاهد قد لا تلائم الجمهور الناشئ.
إخوتي هنا أود أن أطرح عليكم السؤال التالي :
هل المشاهد التي لا تلائم من هم أقل من 18 سنة, هل هي تلائم من هم فوق 18 سنة؟!
مع الأخذ بعين الاعتبار أننا مسلمون لله عز و جل موحدون له و نحمد الله على ذلك كثيرا.