السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما تسموالنفوس بالستر
يقول الشيخ النابلسي في معرض حديثه عن فضل الستر :
حدثت القصة التي سأحكيها لكم قبل مائة عام تقريبا في ضواحي دمشق لاحد اشهر الائمة والدعاة في جامع بدمشق.
فقد
رأى ذلك الامام رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام يخبره بان يبشر
فلان البقال بالجنة , فحدثتني نفسي ولماذا لم اكن صاحب البشرى هذه وانا
على هذا القدر الكبير من العلم والفضل والخير و لكوني اعرف ذلك البقال
العادي- بنظرتي - تساألت من هو ذاك البقال ؟ وماذا يعمل؟ ولماذا هو؟ وكيف
؟ اسئلة حارت في عقلي تنوعت اسبابها مابين استصغار.. واستعجاب.. وحيرة..
فلم
اشأ ان اتكلم واذهب لذلك البقال- تثاقلت روحي وجسدي عن الذهاب-.ولكن
الرؤيا تكررت , فاستعذت بالله من الشيطان الرجيم ,وقررت ان اذهب فأتيته
وهو منهمك في عمله العادي, وسلمت عليه فرحب بي ايما ترحيب وفرح بمقدمي
عليه , وبعد سؤال عن الحال والعيال ,قلت له عندي لك بشرى, لكن بشرط ان
تخبرني بامرك فأجابني متهللا متلهفا لسماع تلك البشرى التي ينقلها اما
الجامع والشيخ المعروف في المنطقة , فأخبرته خبر الرؤيا فخر لله ساجدا
حامدا شاكرا مهللا وبعد تذكيري له بشرطي اخذ يقص علي قصته -مطرقا رأسه
والدموع تنهمر على خدية – قائلا ياشيخ ليس عندي كثير عمل ولكني تزوجت
امرأة قبل سنين وفي ليلة العرس وبعد انصراف الاهل والاحباب, وعند دخولي
على زوجتي ,اخذت تقبل يدي وتقول استر علي سترك الله في الدنيا والاخرة
فاخبرتني بمصيبتين الثانية اطم وافظع من الاولى في ليلة يفترض ان تكون هي
احلى واهنأ ليلة لي في حياتي صرخت وهي تنفجر بكاء انها ليست بكرا, وهي
حامل منذ أربعة أشهر.
عندها
شعرت بسواد وظلمة في تلك الليلة المضيئة, وحزن وكآبة في تلك الليله
السعيدة ,وهويت ويدي على رأ سي من هول الفاجعة والمصيبة وقلت حسبي الله
ونعم الوكيل ولاحول ولا قوة الا بالله, لن ولم استطع ان اصف لك يا شيخنا
حالتي مهما قلت او وصفت.
مرت
الخمسة اشهر بكيف لا يوصف وكم كان أثقل كم علي في حياتي هي أمر واثقل
الليالي والايام علي مابين بكاء ودعاء وحزن وهم وضعت الطفل -وقد انقطعنا
عن الناس فترة ولادتها- اخذت الطفل خفية ووضعته عند باب المسجد في صلاة
الفجر ودخلت وصليت مع المسلمين وبعد انقضاء الصلاة التفت المصلون علىبكاء
طفل حديث الولادة تلفة خرقة بيضاء فحمله امام المسجد و تحلق المصلون حول
الامام وهم يحوقلون واحتاروا ماذا يفعلون بالطفل فاقترحت عليهم ان اكفله
فاعطوني اياه فحملته أمام اهل المسجد وامام أهل الحي لأكفله فارجعته الى
امه.